الاثنين، 2 ديسمبر 2013

هل السويد بلدُ "العسل والكسل والراتب المضمون" أم العكس..!.. شواهد عن واقع الحياة


 أصبح الوصولُ الى السويد، بالنسبة الى كثيرين، خصوصاً في البلدان التي تشهدُ حروباً ونزاعات داخلية، حُلماً يدفع البعضُ حياته ثمناً له! هذا الحلم، لم يأت من فراغ، فالتجربةُ السويدية، فريدة حقّاً في مجال الرعاية الإجتماعية والصحية، لا يشق لها غبار كما يُقال.
وفي الوقت الذي تُشّدد فيه دول العالم شروط الهجرة، فأن السويد تمنح جوازها المُعتبر دولياً، الى كل مهاجر لم يرتكب ماهو مشين، خلال خمس سنوات فقط من العيش فيها! فيصبح سويديّاً لايختلف في الحقوق والواجبات عن مواطني البلد، رغم أنه ينال هذه الحقوق من أول يوم يحصل فيه على الإقامة!
مجتمع الرفاهية السويدية، الذي بُني بتضحيات وجهود أبنائها والمهاجرين إليها، لا يعني بأي شكل من الأشكال، انه مجتمع " العسل والكسل والراتب المضمون "! فهو مجتمع قائم على الإنتاج والمنافسة الشرسة في السوق.
من خلال الرسائل اليومية التي تصل " الكومبس "، تظهر أفكار وتصورات غارقة في الوهم، بعيدة كل البعد عن واقع الحياة هنا. فهناك من يعتقد أن كل ما يستلزم لكي يعيش هذا الحلم، هو الوصول " فقط " الى السويد، وبأي ثمن كان، لان كل ما سيأتي بعد ذلك، هو " النعيم " و " الخير المجاني الوفير "!!
ورغم الثورة المعلوماتية التي فجرتها وسائل الإتصال والتواصل الإجتماعي، التي أتاحت المعلومات للناس في كل مكان، لكن يبدو أن هناك فقراً شديداً في معرفة مايجري في المجتمعات الأوروبية.
من أهم أهداف إطلاق مشروع " الكومبس " الإعلامي، هو نقل واقع الحياة وقوانين المجتمع السويدي كما هي في الواقع، الى ملايين الناطقين باللغة العربية في العالم، وليس كما يتخيلها الحالمين المنكسرين المهزومين من قبل الأنظمة الفاسدة والدكتاتورية!
الآفٌ ممن يأتون هذه الأيام هرباً من الحرب في سوريا، ينصدمون بواقع مغاير لما كانوا قد بنوه في مخيلتهم! فرغم ان الدولة السويدية تضمن لهم حياتهم، وتوفر لهم الأمن والسلام والعيش بكرامة، من خلال توفير الحد الأدنى من مستلزمات العيش، فانهم يواجهون الواقع الجديد بدهشة لا تخلو أحياناً من صدمة، سرعان ما تتحول لدى العديد الى يأس وإحباط يترتب عليها تناقضات، تهدد إستقرار الفرد، وحتى توازنه النفسي!
بكلمات بسيطة: السويد هي حقاً بلد " العسل "، لكن للذي يجتهد ويتعلم ويريد الإندماج في المجتمع الجديد، ويحرص على الحصول على عمل، وهذا لن يتحقق بيوم أو شهر أو سنة وسنتين، بل بجهود هائلة، وكد وتعب.
أنتم أيها القادمون من أهوال الحرب ومآسيها، ضعوا في إعتباراتكم بعد أن تصلوا هنا بالسلامة، أن هذا البلد سيقدم لكم الكثير، لكن لن يكون مثل تلك الأم التي ترضع طفلها، وتستمر تعتني به الى أبد الدهر!
سيكون عليكم الكثير لتفعلوه. لن يأتي إليكم كل شيء وأنتم جالسون في بيوتكم! لن ترضعكم السويد الى الأبد، سيتعين عليكم الكثير لتفعلوه بأنفسكم ! ستواجهون صعوبات لم تكن تخطر ببالكم!
لن يتم إسكانكم أول ما تصلون في قصور فخمة، وإنما ستعيشون مع الآف آخرين في مجمعات سكنية جماعية مؤقتة تابعة للهجرة !
ستقضون أشهراً طويلة فيها، قبل أن تحصلوا على قرارات! وحتى الحصول على قرار لا يعني أنكم ستحصلون على بيت فوري، بل ستنتظرون اشهراً طويلة، وربما أكثر من أشهر قبل أن تحصلوا على سكن!
ستحرقون من أعماركم سنوات في التعلم والدراسة قبل أن تتوفر لديكم فرصة الحصول على عمل!
سيتعين عليكم تعلم الكثير كي تستطيعوا العيش في المجتمع الجديد، بدءاً من قوانين السير في الشوارع مروراً بقيم جديدة قد لا تخطر ببالكم تخص تربية أطفالكم، والتعامل مع زوجاتكم وأخواتكم، إنتهاءاً بقيم ومفاهيم لا علاقة لها بمجتمعاتكم الحالية!
إنها هكذا صدقوني وليست غير ذلك!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق