أولاً: بالنسبة للعصر الحجري
نذكر أن الإنسان على مر العصور يبحث جاهداً على الوسائل التي تعمل على تجميله واظهاره بمظهر أحسن أمام الناس، كان هذا الوضع في العصور الحجرية أيضاً، حيث عرف الإنسان البدائي العطر من خلال استنشاقه للزهور والورود ومجموعة من الأعشاب التي كانت مزروعة أنذاك من الزمن.وكان له طريقة خاصة في العلم على نشر تلك الروائح فنذكر أنه كان يقوم بحرق تلك الأعشاب العطرية لتعطيه الروائح العطرة وكان ذلك غالباً مخصص للأغراض الدينية لا للزينة، حيث كان يتقنع أن الروائح الكريمة تعمل على ارضاء الألهة على حد علمه..
ثانياً: بالنسبة للحضارة المصرية القديمة:
من المهم أن نخص بالذكر دور مصر الهام في تأسيس صناعة العطور وجعلها على صورة تعكس مدى ابداع المصريين في تلك الصناعة، حيث كانت هناك طريقتان لصناعة العطور هما:-1- هي العمل على وضع الأزهار في لوحة كبيرة من ورق البردي له طرفان تمسك به سيداتان ويوضع الورود مع قليل من الماء في داخل اللوح ثم تدور كل سيدة الطرف الذي تمسك به عكس اتجاه السيدة الأخرى فيتم عصر الورود وكان يوضع تحتهما إناء كبيرة ليسع الكمية المعصورة ثم بعد ذلك تحفظ في واني خزفية وفخارية وكان يصنع للملكات وزوجات الأمراء والكهنة للتزين به عند الاحتفالات وكان يختص بها لمن هم من أغنياء الشعب ولا يكون لفقرائهم.
2- وهذه الطريقة تتلخص في وضع الورود في إناء فخاري صغير وحرقه لأعطاء رائحة عطرة للجووكان هذا النوع من العطور جزء من القرابين المقدمة للآلهة أولتوديع المتوفي ولم يكن مخصص لأغراض أخرى بخلاف ذلك مثل أعمال الزينة.
ثالثا: بالنسبة للحضارة البابلية والآشورية:
وتكمن اهمية هذه المرحلة من أنها أولدت اول كيميائي في صنع العطور في العالم بأكمله، وكانت هي الكيميائية "تابوتى" التي كانت تعيش في بابل في الألفية الثانية قبل الميلاد، فقد ذكر اسمها في الكتابات المسمارية القديمة، وهي قامت بذكر احدى طرقها لصناعة العطور.وبالرغم من ذكرها إلا أنها غير معلومة، ولكن توجد هناك تخمينات من قبل المؤرخين أنها في الأغلب مجموعة من الأعشاب الطبيعية والورود تعطى رائحة نفاذة، ولم يعرف الكثير عن صناعة العطور في الحضارة البابلية والأشورية ولا عن طرق استخدام هذه العطور.
رابعاً: بالنسبة للحضارة القبرصية القديمة:
ومن الجدير بالذكر أنه أول عطر وجد في العالم كان في جزيرة ، وكان ذلك على أيدي علماء إيطاليين في مايو 2004 الذي يرجع تاريخه إلى 4000 سنة مضت، وأيضا اكتشفت إحدى البعثات ان قطعة أرض تبلغ حوالي 4000 متر مربع كانت مخصصة لصناعة العطور والتي غالبا اخذت طريقة صناعتها من الحضارة المصرية القديمة لتشابه طريقة الصناعة والأغراض المستخدمة والتي تناقلت فيما بعد إلى روما إبان الإمبراطورية الرومانية، وتعد قطعة الأرض هذه أول مكان يخصص لصناعة العطور بشكله الموجود في الوقت الحالي، حيث سيوجد مصانع مخصصة لذلك، ولكن كان قديماً قطعة أرض..!!وفيما يخص بقية العصور أعزائي القراء سوف نقوم بتناولها خلال المقال القادم بإذن الله، وسيكون لدينا متسع من المقالات لكي نتحدث بعد ذلك على طريقة صناعة العطور في العصور الحديثة وكيف تواجدت بهذا الشكل التي هي عليها الآن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق