قريبا سيكون العيد الأضحى بدون أضحية...
"مجموعة أهم الأحداث" : تحركت كل حواسي آلما وأوجاعا و أنا استمع إلى تعليق أحد الأشخاص وهو يقول "عما قريب سيكون عيد الأضحى بدون أضحية". لأن ببساطة لن يكون في متناول شرائح عريضة من الناس.
والناس هنا لا يعني به كل "الناس" من الطبقات الفقيرة التي لا تستطيع تؤمن حتى لقمة العيش من الخبز "الحافي" فكيف لها تطمع أو تفكر في "كبش العيد". وإنما يعني بالناس الطبقات التي لها مدا خيل ثابتة و محترمة من الموظفين وما شابه ذلك...
البعض أو الكثير منهم ومن اجل توفير قيمة الأضحية عليه إعلان الطوارئ القصوى قبل أشهر عديدة وعليه القيام بعمليات تقشف حتى من مستلزمات الأساسية اليومية .
وإذا بقى الحال على حاله ، يضيف المتحدث ، وبقى الأمر في يد تجارا وصلوا بامتياز إلى مرتبة "فجار" و لا يبدو أنهم سيهتدون عما قريب ، فكل الناس ماعدا الفجار (عفوا التجار) ومن على شاكلتهم لن يكون لهم شرف أداء هذه الفريضة الدينية الكريمة ذات المعاني النبيلة...
لقد وجدت كلام الرجل صحيح و حقيقي بعد أن أدخل التجار هذه المناسبة الدينية في حساباتهم الربحية وأصبحت بالنسبة لهم قيمة مادية ونزعوا عنها قيمتها الروحية.
لا يعني أن هؤلاء التجار ووكلائهم مطالبين بأن يتحولوا إلى جمعيات خيرية تقوم بإشباع الناس لحما في أيام الأعياد بعد أن الكثير من هؤلاء الناس نسوا حتى لونه (اللحم) و رائحته في الأيام الأخرى...
وإنما عدم استغلال المناسبات لتكون هوامش ربحهم مائة بالمائة وربما أكثر من ذلك بكثير أن الفرصة سنحت لهم وهم بذلك يكونون ثرواتهم الثابتة و المتنقلة من آهات و أوجاع وتعب و شقاء الآخرين.
وعندما تتحدث إلى بعض هؤلاء التجار تجدهم "مشايخ في الفتاوي" و"كبار محللين ماليين" ، تحسبهم وصلوا للتو من بورصات لندن و نيويورك ، يربطون أسباب ذلك تارة إلى "ارتفاع اليورو" و تارة أخرى إلى هبوط "قيمة الدولار" وأحيان أخرى إلى احتراق محاصيل روسيا وإتلاف فيضانات محاصيل ما وراء الأطلسي، لذلك أسعار الأعلاف ومشتقاتها ترتفع ليرتفع معها ثمن الخروف...
لكن يتحاشى ذلك "المفتي المحلل مالي" أن السبب الرئيس المباشر يكمن في هامش الربح والمضاربة والتهريب واستغلال الفرص... على سبيل المثال في احد الأعياد كان تاجرا يبيع الأضحية بثمن و في أيام الأخيرة رفع ثمنها بنسبة 25 بالمائة بعد أن تبين له أن هناك ندرة في المواشي في تلك الناحية...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق