الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

ما يفعله الشيعة في عاشوراء بدعة وضلالة

ما يفعله الشيعة في عاشوراء من ضرب الصدور ، ولطم الخدود ، وضرب السلاسل على الأكتاف ، وشج الرؤوس بالسيوف وإراقة الدماء ، محدث لا أصل له في الإسلام ، فإن هذه أمور منكرة نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم ، كما أنه لم يشرع لأمته أن تصنع شيئا من ذلك أو قريبا منه ، لموت عظيم ، أو فقد شهيد ، مهما كان قدره ومنزلته . وقد استشهد في حياته صلى الله عليه وسلم عدد من كبار أصحابه الذين حزن لفقدهم كحمزة بن عبد المطلب ، وزيد بن حارثة ، وجعفر بن أبي طالب ، وعبد الله بن رواحة ، فلم يفعل شيئا مما يفعله هؤلاء ، ولو كان خيرا لسبقنا إليه صلى الله عليه وسلم .
ويعقوب عليه السلام لم يضرب صدرا ، ولم يخمش وجها ، ولم يُسل دما ، ولا اتخذ يوم فقد يوسف عيدا ولا مأتما ، وإنما كان يذكر حبيبه وغائبه ، فيحزن لذلك ويغتم ، وهذا مما لا ينكر على أحد ، وإنما المنكر هو هذه الأعمال الموروثة عن الجاهلية ، التي نهى عنها الإسلام.
فقد روى البخاري (1294) ومسلم (103) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ).
فهذه الأعمال المنكرة التي يعملها الشيعة في يوم عاشوراء لا أصل لها في الإسلام ، لم يعملها النبي صلى الله عليه وسلم لأحد من أصحابه ، ولا عملها أحد من أصحابه لوفاته أو لوفاة غيره ، مع أن المصاب بمحمد صلى الله عليه وسلم أعظم من موت الحسين رضي الله عنه .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : " فكل مسلم ينبغي له أن يحزنه قتله – أي الحسين- رضي الله عنه ، فإنه من سادات المسلمين، وعلماء الصحابة وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي أفضل بناته ، وقد كان عابدا وشجاعا وسخيا ، ولكن لا يحسن ما يفعله الشيعة من إظهار الجزع والحزن الذي لعل أكثره تصنعٌ ورياءٌ ، وقد كان أبوه أفضل منه ، فقتل وهم لا يتخذون مقتله مأتما كيوم مقتل الحسين ، فإن أباه قتل يوم الجمعة وهو خارج إلى صلاة الفجر في السابع عشر من رمضان سنة أربعين ، وكذلك عثمان كان أفضل من علي عند أهل السنة والجماعة ، وقد قتل وهو محصورٌ في داره في أيام التشريق من شهر ذي الحجة سنة ست وثلاثين ، وقد ذبح من الوريد إلى الوريد ، ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتماً ، وكذلك عمر بن الخطاب وهو أفضل من عثمان وعلي ، قتل وهو قائم يصلي في المحراب صلاة الفجر ويقرأ القرآن ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتماً ، وكذلك الصديق كان أفضل منه ولم يتخذ الناس يوم وفاته مأتما ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة ، وقد قبضه الله إليه كما مات الأنبياء قبله ، ولم يتخذ أحد يوم موتهم مأتما يفعلون فيه ما يفعله هؤلاء الجهلة من الرافضة يوم مصرع الحسين ... وأحسن ما يقال عند ذكر هذه المصائب وأمثالها ما رواه علي بن الحسين عن جده رسول الله صلى الله عليه وسلمأنه قال: ( ما من مسلم يصاب بمصيبة فيتذكرها وإن تقادم عهدها فيحدث لها استرجاعا إلا أعطاه الله من الأجر مثل يوم أصيب بها ) رواه الإمام أحمد وابن ماجه. " انتهى من "البداية والنهاية" (8/221).
وقال في (8/220): " وقد أسرف الرافضة في دولة بني بويه في حدود الأربعمائة وما حولها فكانت الدبادب - أي الطبول - تضرب ببغداد ونحوها من البلاد في يوم عاشوراء، ويُذر الرماد والتبن في الطرقات والأسواق، وتعلق المسوح على الدكاكين، ويظهر الناس الحزن والبكاء، وكثيرٌ منهم لا يشرب الماء تلك الليلة موافقةً للحسين؛ لأنه قتل عطشان ثم تخرج النساء حاسراتٍ عن وجوههن ينحن ويلطمنَ وُجوههن وصدورهن حافيات في الأسواق إلى غير ذلك من البدع الشنيعة والأهواء الفظيعة، والهتائك المخترعة ، وإنما يريدون بهذا وأشباهه أن يشنعوا على دولة بني أمية، لأنه قتل في دولتهم.
وقد عاكس الرافضةَ والشيعة يوم عاشوراء النواصبُ من أهل الشام، فكانوا إلى يوم عاشوراء يطبخون الحبوب ويغتسلون ويتطيبون ويلبسون أفخر ثيابهم ويتخذون ذلك اليوم عيدا يصنعون فيه أنواع الأطعمة، ويظهرون السرور والفرح، يريدون بذلك عناد الروافض ومعاكستهم " انتهى .
والاحتفال بهذا اليوم بدعة ، كما أن جعله مأتما بدعة كذلك ، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وصار الشيطان بسبب قتل الحسين رضي الله عنه ، يُحدث للناس بدعتين : بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء من اللطم والصراخ والبكاء وإنشاد المراثى . . . وبدعة السرور والفرح . . . فأحدث أولئك الحزن ، وأحدث هؤلاء السرور ، فصاروا يستحبون يوم عاشوراء الاكتحال والاغتسال والتوسعة على العيال وإحداث أطعمة غير معتادة . . . وكل بدعة ضلالة ، ولم يستحبَّ أحدٌ من أئمة المسلمين الأربعة وغيرهم لا هذا ولا هذا " انتهى من "منهاج السنة" (4/554) باختصار .
وينبغي التنبيه على أن هذه الأعمال المنكرة يشجعها أعداء الإسلام ، ليتوصلوا بها إلى مقاصدهم الخبيثة لتشويه صورة الإسلام وأهله ، وفي هذا يقول موسى الموسوي في كتابه : "الشيعة والتصحيح" : " ولكن الذي لا شك فيه أن ضرب السيوف على الرؤوس ، وشج الرأس حداداً على " الحسين " في يوم العاشر من محرم تسرب إلى إيران والعراق من الهند ، وفي إبان الاحتلال الإنجليزي لتلك البلاد ، وكان الإنجليز هم الذين استغلوا جهل الشيعة وسذاجتهم وحبهم الجارف للإمام الحسين فعلموهم ضرب القامات على الرؤوس، وحتى إلى عهد قريب كانت السفارات البريطانية في طهران وبغداد تمول المواكب الحسينية التي كانت تظهر بذلك المظهر البشع في الشوارع والأزقة ، وكان الغرض وراء السياسة الاستعمارية الإنجليزية في تنميتها لهذه العملية البشعة واستغلالها أبشع الاستغلال هو إعطاء مبرر معقول للشعب البريطاني وللصحف الحرة التي كانت تعارض بريطانيا في استعمارها للهند ولبلاد إسلامية أخرى ، وإظهار شعوب تلك البلاد بمظهر المتوحشين الذين يحتاجون إلى قيِّم ينقذهم من أودية الجهل والتوحش ، فكانت صور المواكب التي تسير في الشوارع في يوم عاشوراء وفيها الآلاف من الناس يضربون بالسلاسل على ظهورهم ويدمونها بالقامات والسيوف على رؤوسهم ويشجونها تنشر في الصحف الإنجليزية والأوربية ، وكان الساسة الاستعماريون يتذرعون بالواجب الإنساني في استعمار بلادٍ تلك هي ثقافة شعوبها ولحمل تلك الشعوب على جادة المدنية والتقدم، وقد قيل إن " ياسين الهاشمي " رئيس الوزراء العراقي في عهد الاحتلال الإنجليزي للعراق عندما زار لندن للتفاوض مع الإنجليز لإنهاء عهد الانتداب قال له الإنجليز: نحن في العراق لمساعدة الشعب العراقي كي ينهض بالسعادة وينعم بالخروج من الهمجية ، ولقد أثار هذا الكلام " ياسين الهاشمي " فخرج من غرفة المفاوضات غاضباً غير أن الإنجليز اعتذروا منه بلباقة ثم طلبوا منه بكل احترام أن يشاهد فيلماً وثائقياً عن العراق ، فإذا به فيلم عن المواكب الحسينية في شوارع النجف وكربلاء والكاظمية تصور مشاهد مروعة ومقززة عن ضرب القامات والسلاسل ، وكأن الإنجليز قد أرادوا أن يقولوا له: هل إن شعباً مثقفاً لم يحظ من المدنية بحظ قليل يعمل بنفسه هكذا؟! " انتهى .
والله أعلم 

السبت، 1 نوفمبر 2014

" فرّان الحومة "




يعرف المغاربة باعتمادهم على الخبز كمرافق أساسي لأغلب الوجبات ، إذ لا يمكن تخيل تناول الطاجين المغربي بدون خبز، لذلك كان طبيعيا أن يعتبر الفران أساسيا في حياتنا اليومية سواء في القرى أو المدن وبخاصة في الأحياء العتيقة والشعبية، وهذا بطبيعة الحال إلى جانب المسجد والحمام اذ لا تكاد تخلو حومة ما من هذه المرافق، فمن منا نحن جيلالسبعينات وما قبلها إلىالتسعينات لم يحمل في صغره »وصلة خبز الدار« إلى الفران، فكلنا يتذكر أيام زمان وكيف عشناها بأدق تفاصيلها وكلنا يتحسر عليها ويتمنى لو أنها تعود بذكرياتها.. 
قديماً كانت الأفران التقليدية تشكّل فضاء لالتقاء أهل الحي، نساء ورجالا وأطفالا، وفيه نسجت مجموعة من العلاقات العاطفية الملتهبة شاعت أحداثها بين سكان الحي إلي أن توج بعضها بالزواج، وكثيرا ما كان يتطور الأمر إلى هيام صامت وحب عذري، أوالى تبادل الرسائل، وتبادل كلمات الغزل لتنتهي نهايتها الطبيعية بإقامة حفل عرس يحضره الجيران، ومن بين ما جرت به العادة أن الأسر كثيرا ما كانوا يلجأون إلى »مول الفران« للسؤال عن عائلة من ساكنة الحي من اجل طلب يد ابنتهم ،فيجدون لديه الجواب الذي يبنون عليه قرارهم بالرفض أوالقبول لهذه الزيجة، ويكفي أن تحرك ذاكرة »مول الفران« بالسؤال فتنهال عليك الأخبار والتقارير بغزارة، في فران الحومة أيضا كانت النسوة تتبادل الأحاديث وما استجد من أخبار الحومة وغيرها في انتظار طهي خبزهن، تماما كما هي عادتهن في »كلسة« حمام الحي أي بهوه ، كانت رائحة الخبز الشهي الممزوجة مع دخان الحطب الطبيعي المحترق تجذبنا ، بل كنا حين نشم رائحته نهرول إلى تناول »عميرة « منه او» دغيمة« او»شدك « أي قطعة منه أو كسرة ونأكله هكذا حرفيا من دون أي شيء، وحين يكون الخبز شعيرا نتناوله مع قليل من زيت الزيتون أو قطعة من الزبد البلدي ونرفقه دائماً بكأسٍ من الشاي المنعنع.
واليوم تغير كل شيء، وكاد مظهر الناس الذين يتجمعون في فران الحومة انتظاراً لخروج الخبز الساخن أن يختفي، فالخبز أصبح في متناول اليد، يباع عند جميع الحوانيت، ويتوفر في كل الأماكن، وأضحى معظم الناس كأنهم لا يمتلكون الوقت الكافي لانتظار الحصول عليه، وتعرضت الأفران التقليدية لمنافسة حادة من طرف المخابز العصرية التي تبيع الخبز الجاهز للأسر التي غالبا ما تفضل شراءه لتوفر لنفسها عناء إعداده وإرساله إلى الفرن واسترداده، وضاع خبز اليوم طعمه و رائحته فأصبحت كل أنواعه واحدة وإن اختلفت أشكاله وأسماؤه وليس معناه هذا انقراض خبز فران الحومة، تقول السيدة فتيحة وهي ربة بيت وأم لأربعة أطفال: »أقوم بعجن الخبز، ولا اشترى خبز المخابز العصرية إلا ما نذر، وأحرص على تعليم بناتي كيفية عجن وطبخ الخبز التقليدي حتى يصرن ربات بيوت حاذقات في المستقبل، وتقول السيد فاطمة موظفة: »أعيش وزوجي لوحدنا بالبيت واحتياجاتي من الخبز قليلة، لذا أفضل الخبز الجاهز لضيق الوقت رغم أني أفضل خبز الدار الصحي، خاصة إذا كان من القمح أو من الشعير«، و أما المعلم العربي »مول فران« فيبدو مقتنعا من صمود الحرفة في وجه مد المخبزات العصرية التي تتهدده، حيث يقول: »لن يتخلى الناس عن خبز الدار لأنه فيه البركة والخير للصحة والجيب، كما أن الخبز الذي تبيعه المخابز حينما يبرد يصبح كمطاط عجلات »الميشلان«، فأفران الغاز أو الكهرباء لا تمنح الخبز النكهة واللذة التي يوفرها الطهي المتمهل فوق الحطب الطبيعي للفران التقليدي أو داخل الفران الطيني بالقرى، لذا لن يتخلى الناس بسهولة عن خبز الدار للفران التقليدي، وجدير بالذكر هنا أن السياح الأجانب يقصدون الأفران التقليدية كلما دخلوا مدننا المغربية العتيقة، ما دفع بالمتاجر والمطاعم والفنادق الراقية إلى إنشاء أفران تقليدية داخلها، فأصبح ضروريا فيها، ويطلب خبزها بكثرة من الزبائن أبناء البلد ?والسياح على حد سواء ، والسبب يقول السيد موسى العثماني احد المولعين بأكل الخبز البلدي يعود إلى أن الخبز البلدي وخاصة المصنع من القمح الطري ذو مذاق رفيع و فائدة صحية كثيرة جدا وهو أفضل من الخبز ?الحديث، إلى ذلك تذكر المصادر الطبية أن هذا النوع من الخبز يحوي مواد بروتينية نباتية ومواد غذائية جيدة.
كان عجن المرأة المغربية للخبز في المنزل و طهيه في فران الحومة، عادة جميلة متميزة في المجتمع المغربي، أصناف وأشكال من الخبز التقليدي الذي تحضره أمهاتنا وزوجاتنا المغربيات بعيدا عن المخابز العصرية والأفران العصرية، الناظر إليها تسيل لعابه منها على سبيل المثال لا الحصر المطلوع، الملوي، الفراح، الكرص، تانورت، المكدال المحراش، البطبوط، الرغايف، خبز الشحمة، وهلم جرا.
تسارع النساء في كل صباح إلى إخراج »القصرية« أو ما يسمى ب»القصعة« لإعداد خبز الدار، والقصعة هي آنية من الخزف طالتها اليوم أيادي التطوير والتحديث والعصرنة فأصبحت "القصعة" أنواعا وأشكالا من مادة البلاستيك أو الخشب أو الألمنيوم، وكثيرا ما تبدأ عملية الاستعداد للتوجه إلى فران الحومة مبكرا، حيث تبدأ أشغال البيت بعجن الخبز وتحضيره، قبل وضعه في مكان دافئ ليختمر، بعد ذلك فقط يأتي دور ابن أو بنت الدار فيتكلف ب»الوصلة«، التي تحمل عددا من الخبز إلى الفران، ثم عليه أن يعيدها بعد طهيها، ولازلت أتذكر انه حينما لا تجد المرأة من يحمل لها وصلة خبزها إلى الفران فهي تضعه أمام عتبة دارها، وكان أي من الجيران يحمله تلقائيا إلى الفران، وأعتقد حسب حدود علمي بأن هذا العرف يقتصر فقط على الأحياء الشعبية بمراكش وفاس دون باقي المدن المغربية، كل واحد منا يتذكر هذا لما كانا أطفالا في دروب ألاحياء الشعبية، حيث كان من الاستحالة على أي شخص أن يمر من أمام باب منزل وضعت به وصلة خبز، ثم يتابع سيره غير حافل أو مكثرت ، بل إن الواجب والتربية الاجتماعية التي عاشها كل واحد منا بين أزقة وأحياء ودروب هذه المدن العريقة يحتمان عليه بأن يحملها إلى "فران" الحي.
حين كنا أطفالا، كانت وظيفتنا الأساسية بدار الوالدين هي نقل الماء من سقاية الحومة إلى الدار بواسطة الدلو »السطل« حيث لم تكن هناك بعد شبكة لتوزيع الماء الصالح للشرب، ونقل الوصلة »ديال الخبز« إلى الفران، أو أخذ الوصلة من جارة منزلنا والاتجاه بها إلى الفران، لكن هذا العمل قد يكون انتهى أمره في حياتنا المعاصرة وهي كانت عادة حميدة دأب الجيران على القيام بها بأحياء ودروب مراكش وفاس، حمل وصلات الخبز إلى المعلم المكلف بعملية الطهي الذي ينزل إلى »الحفرة« ليقضي بها نهاره في استقبال »الوصلات« الخشبية وطهي الخبز التي يتوارد عليه من منازل الحومة، لذلك عليه أن يضعها داخل بيت النار وفق تنظيم محكم ودقيق يجعله لا يخطئ في عملية إخراجها وإرسالها إلى أصحابها من جديد، أما الطريقة التي كان يتعرف بها صاحب الفران على خبز بيوت الحومة كلها، دون أن يختلط بعضه ببعض، فتكون حين يتم تنظيم الخبز داخل الفران على شكل صفوف تبدأ من اليسار إلى اليمين دائما، وكل صف يمثل خبز أسرة معينة، وربما من هنا جاء المثل المعروف عند المغاربة( أنا فران وقاد بحومة)، وخلال هذه العمليات التي يكررها »المعلم« بمساعدة »الطراح« كل يوم يتمكن كل منهما من التعرف على أدق تفاصيل حياة الناس اليومية بالحومة التي يوجد بها الفران، حتى أن أي شخص يأتي إلى الحي باحثا عن عائلة أو صديق و لا يعرف المنزل ، يقول له أهل الحي اسأل » مول الفران « فيجد ضالته ، فمول الفران له دور المرشد الاجتماعي.
أما في القرى المغربية،الفرن التقليدي فهو عبارة عن تجويفة نصف دائرية تصنع من الطين والفخار وتجعل على الأرض ?وتوضع فيها الخبز ويستعمل الحطب أو قش حصاد القمح أو »لوكيد« للطهي، أما فران أو كانون » تانورت« أو »المكدال« فشكله دائري يثبت هو أيضا بالطين ويصنع له مدخل في الواجهة الأمامية للكانون يتم إعداد تانورت أو المكدال بعجينة جارية كعجينة»السفنج«، توضع الأعواد لتسخين الكانون تم يلصق العجين بأطراف الكانون أرضيته من حصى الوادي ملساء يغسل ويجفف ولا بد من تسخينه قبل الطهي ويطبخ عموديا وتوضع رغيفان مرة واحدة وتسمى »مكدالة« أو تانورة«.
ولو علمت النساء العصريات بما فيهن الموظفات ما في العجين من فوائد لما عجن خبزهن اليومي دونما تردد، فقد أوصت دراسة طبية حديثة بتشجيع المستهلكين على زيادة استخدام الفرن التقليدي في الطهي بدلاً من الغاز أو الكهرباء كما دعت الدراسة إلى توعية المجتمع بأهمية استخدام الفرن التقليدي عند الطهي، فللعجن منفعة للجسد ينشط العضلات و الدورة الدموية و يضمن للمرأة زوج المستقبل، لكن للأسف هذا كان أيام زمان، وقت كان أول ما يسأل عليه الرجل المقبل على الزواج هو» واش المرا كطيب مزيان وتتعجن الخبز« لأنه يريد لها أن تكون » مولات الدار«، كان الخطيب لما يأتي إلى أسرة البنت طالبا الزواج ، تأمر الأم البنت بطهي القهوة أو الشاي مرفوقا بما لذ وطاب من أصناف الحلوى التي تم إعدادها بالدار وطهيت بفران الحومة في إيحاء منها إلى أن بنتي » راه بنت الدار «..
وكانت معضلة أن تتزوج امرأة لا تعرف عجن الخبز، حقيقة ان الوسامة والسلوك الحسن محبذان لدى كل الناس لكن "المرا الحادكة"ظلت دائما مطلوبة في الزواج ، فلما غاب خبز الدار من المنزل غابت أصول المطبخ المغربي الأصيل، وكان المستفيد الأكبر محلات الخبز العصري الذي يبيع للمغاربة أصنافا من الخبز الذي حينما يبرد يصبح غير قابل للاكل، أما الفرن التقليدي أو" فران" الطين بالقرية فهو اساسي في أي منزل..
و كل يأكل ب»العميرة« أو »الدغيمة «، و هذا يجعلك تأكل و تتذوق، فرحم الله أيام زمان، يوم كان فيه خبز الدار خبز فران الحومة، طعم وجودة وقناعة وفرحة وسرور.

الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

غابة الرميلات بطنجة وأسطورة القصر المهجور



غابة الرميلات، غابة الكلاوي، غابة قصر بيرديكاريس. لكن صفتها واحدة، إنها الغابة التي تشكل اليوم المحمية الطبيعية الوحيدة في طنجة، والرئة التي يتنفس منها سكان طنجة آخر أجوائهم النقية، في وقت يكثر الإسمنت حول المدينة من كل جانب، لكنها في كل الأحوال أجمل مفاخر طنجة الطبيعية، ونافذة مشرعة نحو البحر ونحو العالم.

الذين يحبون سياحة الطبيعة والبحر والتاريخ لن يجدوا أفضل من هذه الغابة، إنه المكان الذي يجتمع فيه ما تفرق في غيره، خضرة الطبيعة والأشجار، وينابيع الماء الصافي، وزرقة مضيق جبل طارق الذي يبدو كنهر خرافي، وتاريخ مثير تلخصه اسطورة السفير الأمريكي بيرديكاريس والثائر الغامض الريسوني، أو برّيسول، واسم الكلاوي الذي ارتبط في أذهان المغاربة 














قصة القصر الموحش المهجور في وسط الغابة قصربيرديكاريس الابن،في قرار مفاجئ، قرر بيرديكاريس الابن، الهجرة من اليونان بشكل نهائي، نحو طنجة، هذه المدينة التي كانت تصيب عشاقها بالجنون.. في الماضي طبعا، بفضل سحرها الاستثنائي، ومازالت إلى اليوم تصيب عشاقها بالجنون..

غابة الرميلات بالمغرب غابة الرميلات وأسطورة القصر المهجور fromwoman13691577084.jpg



استقر بيرديكاريس، الذي أصبح قنصلا لأمريكا في طنجة مع زوجته الجميلة في غابة لم يكن أحد يجرؤ على دخولها، وبنى قصرا فخما وسط الغابة يطل على أوروبا عبر مضيق جبل طارق، وهناك بدأت فصول مثيرة من تاريخ المغرب، وطنجة على الخصوص. الريسوني يختطف زوجة الملياردير .في بداية القرن العشرين، كان المغرب يعيش على بركان التمردات، وبينما كان المتمرد بوحمارة يبسط سيطرته على مناطق واسعة من وسط المغرب ومنطقة شمال وشرق الريف، كان مولاي أحمد الريسوني الحاكم شبه المطلق في مناطق جبالة، ولا شيء يقف في طريقه حتى أعتى الدول الأوروبية. 

غابة الرميلات بالمغرب غابة الرميلات وأسطورة القصر المهجور fromwoman13691577085.jpg



كانت ثورة الريسوني في حاجة إلى الدعم والمال، وكان قصر بيرديكاريس في بطن غابة موحشة صيدا مثاليا. كان الملياردير الأمريكي- اليوناني يعتقد أن ماله وجنسيته وشهرته ستحميه من أي شيء، وكان الريسوني لا يعترف بأي شيء من كل هذا، لذلك، وفي أحد أيام شهر ماي من سنة 1904، أغار الريسوني ومقاتلوه على غابة الرميلات، وفي لمح البصر اختطفوا زوجة بيرديكاريس وابنه كرومويل، ثم اختفوا وكأن الأرض ابتلعتهم. 

كاد بيرديكاريس يصاب بالجنون بعد اختطاف زوجته التي كان يعشقها بصدق، وطلب حماية السلطان عبد العزيز ، لكن الريسوني أجمل شروط الإفراج عن الزوجة والابن في أن يؤدي السلطان وبيرديكاريس 70 ألف قطعة ذهبية، وأن يخرج اعوان
السلطان من منطقة نفوذ الريسوني. 


لكن الغريب هو أن زوجة الملياردير اليوناني استحلت الاختطاف، وأعجبت بالريسوني إلى حد أنها قالت إن هذا الرجل ليس زعيم عصابة ولا قاطع طريق، بل إنه مقاتل من أجل وطنه وكرامته، وأنه يدافع عن قومه ضد الجبروت والطغيان. 

ومن يشاهد الفيلم الشهير «العاصفة والأسد»، الذي لعب فيه الممثل الإنجليزي الشهير سين كونري دور الريسوني، سيدرك سر ذلك التعاطف الكبير الذي أحست به المرأة المختطفة تجاه خاطفها، وكيف كان يحميها كما لو كان يحمي زوجته أو ابنته. ربما أحبته وأحبها، وربما كان فقط ملتزما بمبادئ الرجال النبلاء تجاه مخطوفيهم، لكن القضية في البداية والنهاية هي أن المخطوفة تعاطفت مع خاطفها ولم تندم أبدا على أيام الاختطاف.. وربما تمنت أن تطول. 

لم تنفع مع الريسوني كل تهديدات الأمريكيين والإنجليز، وكان يواجههم بكثير من الكبرياء والاعتزاز بالنفس. كان هذا الرجل الجبلي داهية، ومرغ أنف دولتين كبيرتين في التراب. وكان الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت بنفسه معجبا بشجاعة الريسوني، وكان يريد رأسه في النهاية. 

الأحد، 26 أكتوبر 2014

محمد أمزيان هو جنرال مغربي أسباني




محمد أمزيان هو جنرال مغربي أسباني لامع قاد فيلق يتكون من إسبان مسيحيين و مغاربة مسلميين ليطحن أعداء فرانكو في الحرب الأهلية الإسبانية 
وهو من مواليد بني أنصار - الريف شمال المغرب في 1 فبراير 1897 - وتوفي بمدريد في 1 ماي 1975.
فاجأ الطفل الريفي الصغير الملك الإسباني ألفونسو الثالث عشر خلال زيارته إلى مليلية عندما سأله ماذا يريد أن يكون في المستقبل، فأجابه ببرود مثلك يا سيدي، بدت الدهشة على محيا العاهل الأسباني وكأنه لا يصدق أذنيه، ثم أراد أن يتأكد من مقصد الصبي فأجابه هذا الأخير ببراءة، تخفي ما تخفيه، بأنه يريد أن يكون قبطانا في الجيش، كانت للملك فراسته الخاصة، لذلك لم يتردد في تقديم وعد لوالد الطفل بأنه سيدخله مدرسة عسكرية بمجرد ما يبلغ سن السادسة عشرة، ولم يخلف الملك ألفونسو الثالث عشر وعده وحقق حلم الصبي الريفي عندما كان أول مغربي ينزع الجلباب القصير، ويرتدي اللباس العسكري وعمره لا يتجاوز 16 سنة خلال العقد الأول من القرن العشرين.
المارشال أمزيان دخل تاريخ إسبانيا كأول جنرال مسلم، فالعسكري الريفي لم يتردد في حمل السلاح ضد أستاذ قديم درسه في مدينة مليلية اسمه محمد عبد الكريم الخطابي، وبعدما أخمدت الثورة الريفية، شمر عن ساعده وجمع العشرات من المغاربة للقتال إلى جانب الجنرال فرانكو في الحرب الأهلية الإسبانية، لذلك بات مجرد ذكر اسمه يكفي لكي يصرخ اليسار الإسباني بصوت عال على أعمدة الصحف الإسبانية.
وكان المارشال أمزيان قد حصل بعد نهاية الحرب الأهلية الأسبانية على منصب حاكم لمنطقتي جزر الكناري في عرض المحيط الأطلسي، التي انطلقت منها شرارة التمرد العسكري على الجمهورية اليسارية الأسبانية، وإقليم جاليسيا، شمال غرب البلاد، وهو إقليم يحظى بأهمية سياسية وإستراتيجية فائقة في البلاد.
والتحق أمزيان بالجيش المغربي بعد أن حصد كل رتبه العسكرية الكبرى رفقة الجيش الأسباني منذ أن التحق بالكلية العسكرية بمدينة طليطلة عام 1913.

وجد فرانكو الشاب أمزيان إلى جانبه يحارب ويجيش أبناء جلدته ليشاركوا في حرب طاحنة لا ناقة لهم فيها ولا بعير، وكان يقود كتيبة من المسيحيين والمسلمين، بل كان واحدا ممن قرروا مصير إسبانيا المسيحية دون أن يتخلى عن دين الإسلام، وانفجرت الأساطير عنه مثل عيون ماء في وسط الجبال، وراج وقتها أنه استطاع أن يسقط طائرة تابعة لليساريين الإسبان بطلقة بندقية، لذلك مازال حقد اليسار الإسباني متوقدا عليه حتى بعد أزيد من ثلاثة عقود على وفاته، مثلما روجت الصحافة الاجنبية وقتها أن الفيالق الوطنية لفرانكو قامت بإهداء نساء إسبانيات لكتائب المغاربة عرفانا بالجميل، وهو ما لم تنس ذكره المؤرخة الإسبانية ماريا روسا دي مادرياغا في كتابها «مغاربة فرانكو»





عندما كان صغير و هو خريج الكلية العسكرية بمدينة طليطلة espana




رغم أن لهذا الماريشال سلبيات كثيرة لكنه جنرال يستحق التحية لبراعته العسكرية فقط


الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

Södersjukhuset (SOS


Södersjukhuset (SOS) هي واحدة من أكبر المستشفيات في ستوكهولم، السويد. شيدت بين 1937 و 1944، تمتصميمه من قبل المهندسين المعماريين هيلمار سيديرسترم وH. Imhäuser. Södersjukhuset لديها أكبر قسم الطوارئفي شمال Europe.King غوستاف الخامس افتتاح Södersjukhuset في 3 نيسان 1944. في ذلك الوقت، كان المبنىالأكبر في Scandinavia.With أكثر من 4،000 موظف، [1] Södersjukhuset هي ثالث أكبر رب عمل في ستوكهولم. يضم المستشفى مجمع تحت الارض قياس 4،500 متر مربع (48،500 قدم مربع) دعا DEMC (مركزالكوارث الطوارئ)، الذي اكتمل وتم افتتاحه في 25 تشرين الثاني 1994. في وقت السلم يتم استخدام مجمع للتدريب والبحث العلمي. في حالة وقوع كارثة أو حرب المجمع يعمل بكامل طاقته باعتباره م

Södersjukhuset (SÖS)


Södersjukhuset (SÖS) is one of the largest hospitals in StockholmSweden. Constructed between 1937 and 1944, it was designed by architects Hjalmar Cederström and H. Imhäuser. Södersjukhuset has the largest emergency department in northern Europe.King Gustaf V inaugurated Södersjukhuset on 3 April 1944. At the time, the building was the largest in Scandinavia.With more than 4,000 employees,[1] Södersjukhuset is the third largest employer in Stockholm.The hospital has an underground complex measuring 4,500 square meters (48,500 square feet) called DEMC (Disaster Emergency Center), which was completed and inaugurated on 25 November 1994. In peacetime the complex is used for training and scientific research. In case of disaster or war the complex is fully operational as a 

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

كيفية تحضير الطنجية المراكشية بالبيت

كيفية تحضير الطنجية المراكشية بالبيت

 

نأخد 3 كيلو لحم العجل أو البقر من الأفضل الكتف أو الملوجة + 1 بصلة متوسطة الحجم + 1 حامضة مصيرة + 3 أوراق سيدنا موسى+ اشرية السمن الحار + اشوية الزعفران الحر شعرة + الكامون + الثوم 5 رؤوس + نصف كأس زيت المائدة ونصف كأس زيت الزيتون + الماء حتى تتغطى اللحم .
كناخذ الكمون + الحامض المصير من بعد مانزول من العلفة أو نمعسوه مع الكمون اوندهن به اللحم امزيان اونخليوه ايترقد لمدة نصف ساعة من بعد ناخد اللحم مرقدة اونوضعها داخل الكوكوت أو نضيف الزيت +ورقة موسى + الرعفران شعرة+ معلقة كبيرة السمن + 2/1 كاس زيت المائدة +2/1 كأس زيت الزيتون + البصلة كاملة مقشرة دون فرمها + رؤوس الثوم كاملة دون فرمها فقط إزالة القشرة بالطبع ونضيف الماء على اللحم إلى ان يغطى اللحم ونغلق الكوكوت لمدة ساعة إلا ربع مع تحريك الطنجرة وهي مغلوقة أي رفعها من اليدين وتحركها لتعرفي واش باقية المرقة ولا لا وعند الطهي تدوقي الملح لتعرفي قياسك ملاحظة يجب أن تبقى المرقة واقفة على دمغتها
وشهية طيبة ومن ج
ربتها وعجبتها فإنني ارجو منها دعاء الغائب